عنوان الاستشارة
|
تاريخ النشر
|
---|---|
شمس وقمر
|
2016-12-11
|
مقدم الاستشارة
|
عدد القراء
|
مدير الموقع
|
674
|
السؤال |
---|
شمس وقمر
|
الجواب |
---|
تخيل معي أن يتمتع الرجال و النساء بنفس العقلية و نفس النظرة إلى الأمور , تخيل أن يعالجوا المواقف بنفس الطريقة , ترى ما حاجة الرجل للمرأة عندئذ , و ما حاجتها هي للرجل؟! علينا أن ندرك تماماً أن الله سبحانه و تعالى خلق المرأة بعقلٍ يختلف عن عقل الرجل , تختلف تماماً باهتماماتها و نظرتها للأمور كما تختلف بطريقة معالجتها للمواقف . من هنا نبدأ إضاءاتنا حول الفروقات المهمة بين عقلية آدم و عقلية حواء . رن جرس الهاتف , أخبر المتصل الزوجة بنبأ تعرض أحد الأصدقاء لحادثٍ و هاهو الآن يرقد في مشفاه , تغلق الزوجة هاتفها مذعورة مسترجعة , يتغير لونها , تسرع مخبرة زوجها بالخبر , و في لمح البصر نراها واقفة عند الباب جاهزةً لتفقد المريض بعد أن أخبرت اثنتين من صديقاتها و اتصلت بزوجة المريض تواسيها .. كل هذا بينما زوجها مسترخٍ على أريكته لا يعدو أن يقول شافاه الله و عافاه , ثم يتابع تقليب القنوات المنوعة. نظرة تمعن إلى هذا الموقف البسيط كفيلة بأن تدلنا على أهم ما يميز تفكير النساء إنها عقلية مبرمجة على العطاء و الرعاية حتى أقصى حد ممكن , تتفقد حاجات الآخرين دون أن يُطلب منها ذلك , تقودها مشاعر العطف , تعيش الألم و تتقمص دور المتألم إذا التقته بكل كيانها ووجدانها. ليس هذا انتقاداً للمرأة بقدر ما هو وصف لتفكيرها , و ما عليك سيدي القارئ إلا أن تستنتج أهمية نمطها في التعاطي مع المواقف و الأحداث في إتمام دورها في الأسرة , تخيل ما الذي سيحدث إن لم يزرع الله سبحانه في عقلها نزعة الرعاية و العطف و التفقد و استشعار الألم مع الآخرين من الذي سيقوم عندها بدور الأم ؟! كيف سيكون شكل الرعاية و الخدمات المقدمة للأسرة إن لم تتصف المرأة بكل تلك الانفعالات؟! بقي أن نلقي نظرة على صديقنا الرجل الذي لم يعدو أن دعا لصديقه المبتلى ثم استأنف ما كان يفعل, لم يخطر بباله مطلقاً أن يتفقد أو ينطلق لمتابعة حالة صديقه في المستشفى عن كثب , و لن يفعل إلا في وقتٍ يراه مناسباً و بعدما يطلب ذلك منه صراحةً لا تلميحاً. باختصارٍ شديد إن جمود عقل الرجل يسبق سيل المشاعر عنده . أما عن النتيجة فهي محصلةٌ وسط بين رزانة عقله و سيل شعورها لتخرج الفعاليات داخل الأسرة بحالةٍ من الاتزان هي الأفضل و الأنسب كل مرة بحسب الموقف. بهذه البساطة نكون قد عرفنا كيف أن الله سبحانه مايز بين النمطين ليحصل التكامل و الاتزان المطلوب , فلا قوة الشعور بالعطف و النزعة للرعاية و التفقد لديها ضعف , و لا قوة تحكيم العقل و المنطق لدى الرجل جموداً و جفاءً. هذا هو الميزان , و دورنا الآن أن نتمكن من توظيف هذه القواعد في حسن إدارة كل موقف و تحكيمها في تحريك دفة سفينة الأسرة نحو الاتجاه الأنسب. #أوكسجين_لبيوت_أسعدhttps://www.facebook.com/anwarcentre.org/# |
الوسوم |
---|
|